صديق قال لي لم لم تسافر
لتقضي حر صيفك في (اوروبا)
بلاد كلها نغم و سحر
كأنفاس الصباح تهب هبا
بلاد الحسن و الشقراء تحنو
عليك بدلها فتذوب حبا
وطيب هوائها يشفي جراحا
يحار العلم فيها و الاطبا
فقلت دع الملامة يا صديقي
فاني لا ارى لك بعد لبا
أأحلام تراها في نهار
وأحلام الظهيرة لن تلبى
أليس من السذاجة أن أراني
أصب دراهمي في الغرب صبا
ولي وطن يعز عليه مالي
اذا ما اجتاحه الغربي نهبا
هي الأوطان ان لم تحتضنها
فرته مطامع سلمى و حربا
و كم في الارض من وطن جريح
و حق نام عنه ذووه حقبا
فجاءته الدواهي كاسحات
كذاك تسلب الاوطان سلبا
بني قومي لقد ضلت عقول
فضاع القوم اسلاما و عربا
عجبت من( المواطن) كيف يمضي
بلا وعي و يطوي العمر خبا
أأهجر دولتي ولي انتماء
وفيها قد نشأت أبا و أبا؟
بلادي كل ما فيها جميل
و أهلي كلهم عندي أحبا
لقد آليت ان احمي ثراها
و أقتل دونها ذودا و ذبا
سأروي بالمحبة ضفتيها
و أنشر مجدها شرقا و غربا
و اني كلما طال التنائي
تراني في هواها ازددت حبا
و سمرة أهلها أشهى و أحلى
من الشقراء تمرح في أوروبا
ولست اليك اصغي يا صديقي
و أنت اليوم تحفر لي مطبا
أأخرج طالبا روحا وراحا
و في وطني الي الروح يجبي؟
[/center]